لما كان القلب يضخ بقوة في الأبهر ، فإن هذا الضخ يتجلى بضغط قوي يندفع الدم بفضله في الشجرة الوعائية . ويبلغ هذا الضغط عادة حوالي مئة ميليمتر من الزئبق (100 مم زئبق ) أي إنه قادر على دفع الزئبق في أنبوب مسافة مئة ميلميتر . ولما كان الضخ القلبي نبضانياً أي إنه يأتي على دفعات : دفعة مع كل انقباض من انقباضات القلب ، فإن هذا الضغط في الأبهر يتراوح ويتماوج بين 120مم زئبق حين انقباض القلب ( وذلك ما ندعوه الضغط الإنقباضي ) وبين 70 مم زئبق حين انبساط القلب ( وذلك هو الضغط الإنبساطي ) ، وهكذا يتراوح الضغط حول قيمة متوسطة للضغط هي 100 مم زئبق . ولكن التفاصيل بين الضغطين ، وهو ما يدعى الضغط التفاضلي أو النبضي يكون حوالي خمسين ميليمتراً من الزئبق .وواضح أن الدم ينساب دائماً من منطقة الضغط العالي إلى منطقة الضغط المنخفض، كما تفعل الكهرباء ، وينطبق على جريان الدم قانون أوم نفسه الذي وضعه من أجل الكهرباء ، ومؤداه أن التيار الكهربائي يساوي القوة المحركة الكهربائية مقسومة على المقاومة التي يلقاها التيار الكهربائي . وعلى هذا فإن الجريان الدموي يساوي ضغط الدم مقسوماً على المقاومة التي يلقاها الدم حين جريانه في العروق. وهناك فرق بالطبع بين الجريان وبين السرعة . فالسرعة كما نعمل هي المسافة المقطوعة في وحدة الزمن ، تقدر مثلاً بالسنتيمتر في الثانية ( سم/ثا ) . أما الجريان فهو الحجم الجاري في وحدة الزمن ، ولذلك يقدر بالسنتيمتر المكعب في الثانية (سم3/ثا ) . ولذلك فإن السرعة تساوي الجريان مقسوماً على مساحة الوعاء الذي يجري الدم فيه ، ومن ثم فإن السرعة في نقطة معينة تتناسب عكسياً مع مجمل مساحة الدم عالياً في الأبهر ، ثم تتناقض هذه السرعة شيئاً فشيئاً كلـما تفرعت الشرايين لأنها عندما تتفرع ، فإن مجمل مساحة مقاطعهما في مستوى معين يزداد شيئاً فشيئاً ، بحيث تكون سرعة الدم أبطأ ما تكون في الشعيرات التي يكون مجمل مساحة مقاطعهما أكبر بألف مرة من مساحة مقطع الأبهر ! ثم تتزايد السرعة من جديد مع تدفق الدم في الأوردة ، ولو أنها لا تبلغ سرعته في الأبهر .